تقدم مؤسسة المحافظة على التراث الثقافي لمدينة الرباط، معرض “الزربية الرباطية، نسيج من الفنون “، بشراكة مع وزارة الثقافة والشباب والتواصل ودار الصانع، وذلك في إطار الأنشطة المنظمة بمناسبة انعقاد الدورة السابعة عشرة للجنة الحكومية الدولية لِصَوْن التراث الثقافي غير المادي.
يهدف هذا المعرض إلى تقديم أحد أهم عناصرالتراث غيرالمادي لمدينة الرباط، التي تستضيف هذه الدورة و التي تحتفي بالذكرى العاشرة لإدراجها في قائمة التراث العالمي لليونسكو.
وتعتبر الزربية الرباطية، نموذج حيّا لتلقين مستمر للمهارات و المعارف، على الأقل منذ القرن الثامن عشر. و ترتبط هذه الحرفة بصفة خاصة بنساجات. يشتغلن في إطار جماعي أو فردي و يستعرضن مهاراتهن من خلال حركاتهن اليدوية التي تنتقل من جيل لآخر، والتي جعلت من هذه الزربية منتوجا راقيا يتم اقتناءه أو يقدم كهدية بمناسبة حفلات الزفاف.
ظهرت الزربية الرباطية في المغرب في نهاية القرن الثامن عشر. وهي تعتبر مرتبطا بالحياة الحضرية، يحمل تأثيرات شرقية. تتضح من خلال جوانبها المتعددة التي تؤطر أرضيتها المحددة بأربعة مثلثات أو رُكنيات زخارفها ذات الأشكال النباتية. غير أن هذه الزربية تحتفظ بكل أصالتها، بفضل ذوق وخبرة وكذا المهارات المحلية للنساجات المغربيات، التي يشهد عليها سجل الزخارف النباتية والهندسية، و التي تحمل الطابع المغربي التقليدي، حيث تبرز من خلال. ألوان متناسقة ومتوازنة وخيوط الصوف الرفيعة الأفقية و العمودية والغُرَز المعقودة.
تعتبر الزربية الرباطية، حاليا مرجعا يدل على إبداع لنساء حضريات متوارث منذ قرون، يستلهم الثقافة المادية المعاصرة.