قامت مؤسسة المحافظة على التراث الثقافي لمدينة الرباط، التي تترأسها صاحبة السمو الملكي الأميرة الجليلة للا حسناء، يوم الثلاثاء 31 ماي 2022، بتنظيم حفل توزيع جوائز برنامج “أرسم تراث مدينتي” على 60 متعلم ومتعلمة يمثلون 20 مدرسة إبتدائية من أكاديمية الرباط-سلا-القنيطرة، وذلك في ممركز التفتح الجهوي للتربية والتكوين بالرباط ، بشراكة مع وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة واللجنة المغربية للمجلس الدولي للآثار والمواقع (إيكوموس المغرب).
تم تنظيم الدورة الثانية من برنامج “أرسم تراث مدينتي” في إطار الاحتفال باليوم العالمي للآثار والمواقع الذي اختير له هذاه السنة شعار “التراث والمناخ”، وسعى إلى تحسيس الأطفال بالتراث الثقافي الطبيعي لمدينة الرباط من خلال البحث والإبداع التشكيلي والفني.
قام 600 تلميذ وتلميذة من 20 مدرسة إبتدائية بمدينة الرباط بتأمل تجليات الوعي المسؤول تجاه البيئة في التراث الثقافي لمدينة الرباط، من خلال الحدائق التاريخية للمدينة و احترام البيئة في المباني العتيقة (الحدائق الداخلية في البيوت العتيقة).
و أجرى التلاميذ ما بين مارس وأبريل أبحاثا في الفصل حول محور السنة، تلته زيارات إلى الحدائق التاريخية للمدينة مؤطرة من طرف القيمين على المواقع والمعالم التاريخية، من أجل تعلم طريقة تحديد والتراث المنظري للمدينة وفهمه.
ثم تم اختيار ثلاثة تلاميذ عن كل واحدة من المدارس العشرين للمشاركة في ورشة فنية جهوية بحديقة التجارب النباتية، وذلك يوم الثلاثاء 26 أبريل المنصرم. وقد أشرف على تأطير الورشة مفتشو وأساتذة الفنون التشكيلية، وقام خلالها الأطفال المشاركون برسم التراث الذي سبقت لهم دراسته في حجرات الدرس. ومن أجل التجاوب مع شعار هذه السنة، “التراث والمناخ”، اشتغلوا على التراث الطبيعي للمدينة : نزهة حسان وحديقة التجارب النباتية وحديقة شالة والحدائق الأندلسية في قصبة الأوداية. كما طُلب من المشاركين تحرير فقرة من 5 أسطر لكل رسم من أجل تفسير العلاقة بين الحديقة المرسومة والمناخ.
وقد تم انتقاء ثلاثة رسوم عن كل مدرسة من المدارس العشرين لحضور حفل توزيع الجوائز الذي نظم بتاريخ 31 ماي 2022. حيث حصل المتعلمات والمتعلمون الستون المشاركون في ورشة 26 أبريل 2022 على علبة معدات رسم كاملة، بينما تسلم الأطفال 600 المشاركين في برنامج “أرسم تراث مدينتي” شهادة مشاركة. كما حصل أعضاء الجهاز التربوي الذين أشرفوا على تأطير التظاهرة، أي 62 أستاذ، على جوائز.
هذا وستقوم مؤسسة المحافظة على التراث الثقافي لمدينة الرباط بعرض الرسومات المنجزة على بوابتها الالكترونية https://fspcrabat.ma/
مؤسسة المحافظة على التراث الثقافي لمدينة الرباط
تُستمَد الديناميكية المتجددة التي تجسدها العناية المولوية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده، للحفاظ على التراث الثقافي وتعزيزه وتثمينه في كل ربوع المملكة الشريفة، من منهجية مستمرة ومستدامة.
وتتبع مؤسسة المحافظة على التراث الثقافي لمدينة الرباط، تحت الرئاسة الفعلية لصاحبة السمو الملكي الأميرة للا حسناء، هذه المنهجية وتكرس عملها لتنسيق وتظافر كل المجهودات التي تتطلبها القيمة العالمية الاستثنائية والفريدة لمدينة الرباط.
وقد تم إنشاء مؤسسة المحافظة على التراث الثقافي لمدينة الرباط نتيجة إدراج “الرباط، عاصمة حديثة، مدينة تاريخية: تراث مشترك” على قائمة اليونسكو للتراث العالمي.
ويتكون التراث العالمي لمدينة الرباط المصنف سنة 2012، من مساحة 348 هكتارا مما يشهد على القيمة العالمية الاستثنائية لهذه المدينة، فمظهرها الحالي بالفعل ناتج عن حوار فريد ومثمر يجمع تراثا مشتركا بين العديد من الثقافات العظيمة في تاريخ البشرية: الماضي العتيق، الإسلامي، الإسباني – المغاربي والأوروبي.
وتكمن مهمة المؤسسة في التربية والتحسيس بأهمية المحافظة على التراث الثقافي لمدينة الرباط، حتى يتمكن جميع فئات المجتمع من الاستفادة منه في الوقت الحالي ونقله كذلك إلى الأجيال القادمة. وتعمل المؤسسة على توحيد وحشد مختلف الجهات الفاعلة المعنية وتحفيز جهود جميع المتدخلين لتثمين والمحافظة على التراث الثقافي لمدينة الرباط وفق منهجية تشاركية تضم المؤسسات والمجتمع المدني والهيئات الدولية والخبراء وكل الفاعلين في هذا المجال.
وتسعى المؤسسة كذلك إلى تكريس ونقل القيم التاريخية والمعمارية والفنية المادية واللامادية المرتبطة بالتراث الثقافي لمدينة الرباط.