نظمت مؤسسة المحافظة على التراث الثقافي لمدينة الرباط، التي تترأسها صاحبة السمو الملكي الأميرة الجليلة للا حسناء، يوم الاثنين 12 يونيو 2023، حفلها السنوي لتوزيع الجوائز للموسم الدراسي 2022-2023 والخاص بالنسخة الثالثة من برنامج “أرسم تراث مدينتي”، بشراكة مع وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولى والرياضة ووزارة الشباب والثقافة والتواصل واللجنة المغربية للمجلس العالمي للمعالم والمواقع (إيكوموس-المغرب) والمعهد الوطني للبحث الزراعي، بالإضافة للمعهد الوطني للفنون الجميلة بتطوان.
عرفت هذه الدورة انجاز أكثر من 120 لوحة فنية مصحوبة بحكايات أعيدت كتابة نصوصها من طرف خطاطين صغار. وموازاة مع ذلك أقيم معرض يشمل جميع لوحات المتعلمين والمتعلمات لتسليط الضوء على الأعمال المنجزة في هذه النسخة الثالثة من برنامج “أرسم تراث مدينتي”.
ولتثمين هذه الأعمال النموذجية للفنانين الصغار، أصدرت المؤسسة كتابًا يقدم جميع رسوماتهم والحكايات الخاصة بها، بهدف إبراز الأعمال المنجزة في إطار البرنامج، وعرضها على الموقع الإلكتروني للمؤسسة www.fspcrabat.ma
وتميز الحفل السنوي ببرنامج غني تخللته فقرات متنوعة، بينها زيارة معرض الأعمال المتوجة وعرض شريط توثيقي لكل مراحل هذه النسخة من البرنامج، بالإضافة لعرض مسرحي يؤديه المتعلمون والمتعلمات حول التراث اللامادي. الحفل السنوي تضمن كذلك أغنية من التراث المغربي أداها تلامذة المؤسسات التعليمية بالرباط ثم اختتم بتوزيع الجوائز والشواهد التقديرية على المشاركين من تلامذة وأساتذة ومفتشين ومديري المدارس والمؤطرين…
وتعزيزا لارتباط الصغار بالعنصر التراثي، اختارت المؤسسة وشركاؤها، في هذه الدورة، التركيز على التراث الثقافي اللامادي وإضافة سرد الحكايات مع الرسم.
وقد تم خلال هذه السنة، تحسيس أزيد من 1200 متعلم ومتعلمة بمفاهيم التراث الثقافي اللامادي، عبر إنجاز بحوث وزيارات نظمتها المؤسسة بمعية شركائها للمواقع التراثية والمؤسسات الثقافية بما فيها المدينة العتيقة (شارع القناصلة وحي الجزاء)، وقصبة الاوداية والمتحف الوطني للحلي ومعرض “أسود الأطلس ” بحديقة الحيوانات بالرباط. من بين هؤلاء، 120 تلميذًا شاركوا في ورشة العمل الجهوية التي أشرف على تأطيرها مفتشو ومدرسو وطلبة الفنون التشكيلية، وهم التلاميذ أنفسهم الذين أنتجوا الأعمال المعروضة في حفل توزيع الجوائز.
بخصوص برنامج “أرسم تراث مدينتي”.
“أرسم تراث مدينتي” برنامج تربوي يستهدف متعلمي ومتعلمات المدارس الابتدائية، أطلق في سياق الاحتفال باليوم العالمي للآثار والمواقع، ويتم تنزيل فعالياته من قبل مؤسسة المحافظة على التراث الثقافي لمدينة الرباط، بشراكة مع وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة ووزارة الشباب والثقافة والتواصل واللجنة المغربية للمجلس العالمي للمعالم والمواقع (إيكوموس – المغرب) والمعهد الوطني للبحث الزراعي.
يهدف البرنامج إلى تحسيس الناشئة بالقيم التراثية لمدينة الرباط من خلال الإبداع الفني والرسم الحر، حيث يتم تحسيس الفنانين الصغار بأهمية التراث عبر إنجاز بحوث داخل الفصول الدراسية، تتلوه بعد ذلك زيارات ميدانية يشرف عليها مهنيو التراث. بعد هذه المرحلة، يحظى المشاركون بالتوجيه والتأطير من قبل مفتشي ومدرسي الفنون التشكيلية، لتعرض أخيرا إنجازات المتعلمين والمتعلمات في معرض مفتوح أمام المدعوين للحفل السنوي حيث يجري توزيع الجوائز. الأعمال المتوجة تعرض على الموقع الإلكتروني للمؤسسة أيضا.
بالإضافة للبرامج التربوية، تضع المؤسسة إمكانياتها في التشبيك رهن إشارة تلامذة السلك الابتدائي والإعدادي من أجل التواصل الدولي وتبادل المعلومات والأفكار المتعلقة بالتربية على التراث.
بخصوص مؤسسة المحافظة على التراث الثقافي لمدينة الرباط..
أنشئت مؤسسة المحافظة على التراث الثقافي لمدينة الرباط من طرف صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، من أجل المحافظة على التراث المادي واللامادي والعمراني للرباط. فقد تم إدراج المدينة سنة 2012 في قائمة اليونسكو للتراث العالمي تحت عنوان: “الرباط، عاصمة حديثة، مدينة تاريخية: تراث مشترك”.
بادرت صاحبة السمو الملكي الأميرة الجليلة للا حسناء، التي تترأس المؤسسة، إلى إرساء استراتيجية طموحة من أجل تحسيس ساكنة مدينة الرباط وزوارها، إذ لا يمكن المحافظة على تراث المدينة بشكل مستدام إلا عند إدراك ساكنتها قيمتها والارتباط بها.
تنجز المؤسسة برامج ترتكز على ثلاث محاور أساسية: التربية والتحسيس والعمل المشترك. وتراث مدينة الرباط رافعة قوية للإدماج والتماسك، ويعد محركًا حقيقيًا للتنمية الاجتماعية والاقتصادية والثقافية. لذلك تنجز المؤسسة أنشطة تحسيسية بصفة مستمرة لتمكين ساكنة المدينة من التعرف على تراثهم، خاصة الناشئة والشباب، من أجل تنمية الشعور بارتباطهم به وتقديره والمحافظة عليه.
وتتوجه برامج المؤسسة إلى جميع فئات المجتمع، وإلى المهنيين والمؤسسات والجهات الفاعلة المعنية وكذلك الشباب. في إطار برامجها التربوية التحسيسية، تنجز المؤسسة عدد تربوية ومنصات وسائطية للتراث الثقافي من خلال برنامج “رقمنة التراث”، وتنظم كذلك ورشات ولقاءات علمية… تدعوا إليها العديد من الخبراء من مختلف القارات لتبادل وتقاسم الخبرات وتعزيز مهمة المحافظة على التراث الثقافي للمغرب.
ويجمع العمل المنجز بمقاربة تشاركية، بين الخبرات والموارد، وبين الجهات الفاعلة المؤسساتية والعامة والخاصة بهدف التأكيد على ضرورة حماية التراث في المملكة.