احتفاء باليوم العالمي للآثار والمواقع، الذي يصادف 18 أبريل من كل سنة، تنظم مؤسسة المحافظة على التراث الثقافي لمدينة الرباط، التي ترأسها صاحبة السمو الملكي الأميرة للا حسناء، زيارات استكشافية إلى المواقع التراثية والمعالم التاريخية في مدينة تارودانت لفائدة أزيد من 1000 متعلم ومتعلمة وأساتذة من المدارس الابتدائية والثانويات الإعدادية بالمدينة، وذلك في إطار البرنامجين التربويين؛ “أكتشف تراث مدينتي – تارودانت” و”أرسم تراث مدينتي – تارودانت” ، وهما البرنامجان اللذان أطلقتهما المؤسسة بشراكة مع وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، ووزارة الشباب والثقافة والتواصل، ومنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) وبالتعاون مع إيكوموس المغرب والمعهد الوطني للبحث الزراعي.
ويأتي إطلاق المؤسسة لبرامجها التربوية في تارودانت بهدف تربية ناشئة المدينة وتوعيتهم بأهمية المحافظة على المآثر والمواقع التاريخية، خاصة في ظل التحديات التي تفرضها الكوارث الطبيعية كزلزال الحوز الذي عاشته المنطقة شتنبر الماضي، والذي أضر بعدد من المواقع والمعالم التراثية بالمنطقة. إذ تسعى المؤسسة، من خلال مشاريعها العديدة لتعزيز التربية الثقافية والفنية المرتبطة بالتراث في العملية التربوية، من خلال نقل القيم التراثية إلى الناشئة وإيقاظ فضولهم حول تراثهم الثقافي، كما تشجعهم على اكتشاف الكنوز التاريخية وتقديرها وحمايتها، وبالتالي المساهمة في الحفاظ على هذا الموروث الثقافي للأجيال القادمة.
في هذا السياق، يستفيد المشاركون في البرامج التربوية للمؤسسة بتارودانت، في الفترة من 15 إلى 19 أبريل الجاري، من زيارات إلى المواقع التراثية لمدينتهم: الأسوار، والأبواب التاريخية، والقصبة، وحديقة إبراهيم الروداني، والمسجد الكبير، والزوايا، والمدينة العتيقة في جولات إرشادية يشرف عليها فريق من مهنيي التراث، بينهم محافظو المواقع ومفتشو المعالم الأثرية.
ومن خلال برامجها التربوية، تضع المؤسسة وشركاؤها، رهن إشارة المعنيين بالبرامج عدة تربوية لتسهيل الوصول إلى التراث الثقافي للمدينة وفهمه، تحمل اسم “أكتشف تراث مدينتي -تارودانت”، التي تحتوي على أنشطة تتيح لهم فرص البحث والاستكشاف والتعبير والنقاش والكتابة حول مواضيع تتعلق بتراث مدينتهم.
كما تعمل المؤسسة على رفع مستوى الوعي بالتراث بين المتعلمين من خلال الإبداع التشكيلي والفني، وذلك عبر برنامج ” أرسم تراث مدينتي” الذي يشجع الصغار على البحث والإبداع وتحفيز خيالهم في سبيل المحافظة على التراث الثقافي لمدينتهم. ويستفيد الأساتذة والأطر التربوية المنخرطة في البرنامج من دورات تكوينية لتقوية قدراتهم في المجال يؤطرها متخصصون وخبراء في مجالات الثقافة والتراث والفنون البصرية.
بخصوص مؤسسة المحافظة على التراث الثقافي لمدينة الرباط
أنشئت مؤسسة المحافظة على التراث الثقافي لمدينة الرباط من طرف صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، من أجل المحافظة على التراث المادي وغيرالمادي والعمراني للرباط. فقد تم إدراج المدينة سنة 2012 في قائمة اليونسكو للتراث العالمي تحت عنوان: “الرباط، عاصمة حديثة، مدينة تاريخية: تراث مشترك”.
بادرت صاحبة السمو الملكي الأميرة للا حسناء، التي تترأس المؤسسة، إلى إرساء استراتيجية طموحة من أجل تحسيس ساكنة مدينة الرباط وزوارها، إذ لا يمكن المحافظة على تراث المدينة بشكل مستدام إلا عند إدراك ساكنتها قيمتها والارتباط بها.
تنجز المؤسسة برامج ترتكز على ثلاث محاور أساسية: التربية والتحسيس والعمل المشترك. وباعتبار تراث مدينة الرباط رافعة قوية للإدماج والتماسك، ومحركًا حقيقيًا للتنمية الاجتماعية والاقتصادية والثقافية، تنظم المؤسسة أنشطة تحسيسية باستمرار لتمكين ساكنة المدينة من التعرف على تراثهم، خاصة الناشئة والشباب، من أجل تنمية الشعور بارتباطهم به وتقديره والمحافظة عليه.
وتتوجه برامج المؤسسة إلى جميع فئات المجتمع، من مهنيين ومؤسسات وجهات فاعلة معنية وكذلك الشباب. في إطار برامجها التربوية التحسيسية، تنجز المؤسسة عدد تربوية ومنصات وسائطية للتراث الثقافي من خلال برنامج “رقمنة التراث”، كما تنتج برامج بودكاست وتنظم كذلك ورشات ولقاءات علمية … تدعوا إليها العديد من الخبراء من مختلف القارات لتبادل وتقاسم الخبرات وتعزيز مهمة المحافظة على التراث الثقافي للمغرب.