تحتفل الرباط بالذكرى العاشرة لإدراجها في قائمة اليونسكو للتراث العالمي
” الرباط، تراث إنساني”: معرض حضري يقترح إعادة اكتشاف التراث الثقافي لمدينة الرباط بنظرة مغايرة.
افتتحت صاحبة السمو الملكي الأميرة للا حسناء، رئيسة مؤسسة المحافظة على التراث الثقافي لمدينة الرباط، في 8 يناير 2023 بساحة باب البحر، على الواجهة النهرية للرباط، المعرض الحضري “الرباط، تراث إنساني”، احتفاءً بالسنة العاشرة لإدراج المدينة ضمن قائمة التراث العالمي لليونسكو.
ويهدف هذا المعرض إلى إذكاء الوعي بتاريخ المدينة العريق، من خلال مآثرها ومعمارها الحضري، ومناظرها الطبيعية، وتراثها المادي واللامادي. كما يقترح إعطاء منظور جديد لهذا المسار وهذا التراث من خلال صور حديثة له ، وتاريخ الأماكن، و ذاكرة شخصيات متميزة انساء ورجال أعطوا بصمة تاريخية وذلك من أجل بناء تصور جماعي جديد للأماكن و ارساء وعي يجسد ما يقرب من ألفي سنة من التاريخ. و في هذا الإطار، نظمت المؤسسة، التي تتمثل مهمتها في التعريف بالتراث الثقافي للرباط، هذا المعرض للعموم بغية تقريب مفاهيم التراث العالمي للمدينة لهم و التحسيس بأهمية المحافظة عليه.
وقد تم التركيز بشكل خاص على أعمال الصانع التقليدي المغربي حامل للتقليد العريق للفنون الزخرفية من العهد الموحدي إلى العصر الحديث، حيث حصل دمج التقاليد السابقة العريقة مع الهندسة المعمارية المعاصرة للقرن العشرين.
ويسلط المعرض الضوء على المكونات الثمانية التي تشكل التراث المدرج في قائمة التراث العالمي: المدينة الجديدة المشيدة في القرن العشرين، وحي الحبوس في ديور الجامع، وحديقة التجارب النباتية، والمدينة القديمة، وأسوار وأبواب الموحدية، ومسجد حسَّان وضريح محمد الخامس، وقصبة الأوداية والموقع الأثري لشالة.
أخيراً، إلى جانب المعرض، تقترح المؤسسة مواصلة زيارة المدينة من خلال العديد من “التسجيلات الصوتية (البودكاست) ، حيث تحكي أصوات شخصيات عامة شهيرة ومجموعة من الخبراء من مختلف الأجيال، عن مدينة الرباط والأماكن التي تختزن ذاكرتها، وتاريخها، وثقافتها، من خلال استعادة ذكرياتها، مما يساهم في نشر ذاكرة جماعية لم يتم توثيقها أبداً. ومجموعة البودكاست هذه متاحة على موقع مؤسسة المحافظة على التراث الثقافي لمدينة الرباط على الرابط التالي: (https://fspcrabat.ma/podcasts/)
المعرض مفتوح ابتداءً من 8 يناير 2023 بساحة باب البحر، شارع المرسى.
سيتم الإعلان عن الأماكن التي ستحتضن المعرض لاحقا على موقع المؤسسة على الإنترنت . (www.fspcrabat.ma)
بخصوص مؤسسة المحافظة على التراث الثقافي لمدينة الرباط:
تم إنشاء مؤسسة المحافظة على التراث الثقافي لمدينة الرباط من طرف صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، من أجل المحافظة على التراث المادي واللامادي والعمراني للرباط. فقد تم إدراج المدينة سنة 2012 في قائمة اليونسكو للتراث العالمي تحت عنوان: “الرباط، عاصمة حديثة، مدينة تاريخية: تراث مشترك”.
بادرت صاحبة السمو الملكي الأميرة الجليلة للا حسناء، التي تترأس المؤسسة، إلى إرساء استراتيجية طموحة من أجل تحسيس ساكنة مدينة الرباط وزوارها، إذ لا يمكن المحافظة على تراث المدينة بشكل مستدام إلا عند إدراك ساكنتها قيمتها والارتباط بها.
تنجز المؤسسة برامج ترتكز على ثلاث محاور أساسية: التربية والتحسيس والعمل المشترك. وتراث مدينة الرباط رافعة قوية للإدماج والتماسك، ويعد محركًا حقيقيًا للتنمية الاجتماعية والاقتصادية والثقافية. لذلك تنجز المؤسسة أنشطة تحسيسية بصفة مستمرة لتمكين ساكنة المدينة من التعرف على تراثهم ، خاصة الناشئة والشباب ، من أجل تنمية الشعور بارتباطهم به و تقديره والمحافظة عليه.
وتتوجه برامج المؤسسة إلى جميع فئات المجتمع، وإلى المهنيين والمؤسسات والجهات الفاعلة المعنية وكذلك الشباب. في إطار برامجها التربوية التحسيسية، تنجز المؤسسة عدد تربوية ومنصات وسائطية للتراث الثقافي من خلال برنامج “رقمنة التراث”، وتنظم كذلك ورشات ولقاءات علمية و تدعوا من أجل ذلك العديد من الخبراء من مختلف القارات لتبادل وتقاسم الخبرات وتعزيز مهمة المحافظة على التراث الثقافي للمغرب.
ويجمع العمل المنجز بمقاربة تشاركية، بين الخبرات والموارد ، وبين الجهات الفاعلة المؤسساتية والعامة والخاصة بهدف التأكيد على ضرورة حماية التراث في المملكة.
الموقع الإلكتروني للمؤسسة : https://fspcrabat.ma/