نظمت مؤسسة المحافظة على التراث الثقافي لمدينة الرباط، التي تترأسها صاحبة السمو الملكي الأميرة الجليلة للا حسناء، يوم الثلاثاء 18 أبريل 2023، بمناسبة اليوم العالمي للآثار والمواقع، أنشطة تربوية وتحسيسية حول التراث الثقافي المادي واللامادي لمدينة الرباط، وذلك لفائدة تلاميذ المدارس الابتدائية والإعدادية المشاركة في البرنامجين التربويين “أكتشف تراثي مدينتي” و”أرسم تراثي مدينتي”.
وقد تم إنجاز هذه الأنشطة بشراكة مع كل من وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة ووزارة الشباب والثقافة والتواصل واليونسكو والمجلس الدولي للمعالم والمواقع (إيكوموس) – المغرب.
وتسعى برامج المؤسسة التربوية إلى تسهيل الوصول إلى التراث من خلال مجموعة من الأنشطة التي صممتها المؤسسة بدعم من مختصين في مجالي التراث والتربية.
في هذا الإطار يضع برنامج “أكتشف تراث مدينتي” عدة تربوية رهن إشارة تلاميذ الثانويات الإعدادية وأساتذتهم من أجل اكتشاف التراث العالمي لمدينة الرباط من زوايا مختلفة، وذلك عبر العديد من الأنشطة البحثية والنقاشية وأنشطة الملاحظة والتحرير.
بالنسبة لسنة 2023، تم إثراء العدة التربوية بعدة محتويات جديدة (معلومات وخرائط وصور حول المواقع الأثرية بالرباط المصنفة تراث عالمي)، و نشاط جديد بعنوان “رحلة في ذاكرة ثانويتي الإعدادية” من أجل تحسيس تلاميذ الثانويات الإعدادية التراثية بالقيمة الجوهرية الكبيرة لمؤسستهم التعليمية.
بينما قامت المؤسسة وشركاؤها بإطلاق برنامج “أرسم تراث مدينتي” التربوي سنة 2021 بهدف تربية وتحسيس متعلمو ومتعلمات المدارس الابتدائية بأهمية حماية التراث الثقافي من خلال الإبداع الفني والتشكيلي. ومحور البرنامج هذه السنة هو “أرسم لأحكي تراث مدينتي”، حيث سيقوم الناشئة بإنجاز رسومات تستند إلى حكايات خيالية أو حقيقية كتبوها لزيادة تعزيز ارتباطهم بالتراث وتعلقهم به.
وخلال شهر التراث، تنظم المؤسسة زيارات للمواقع المصنفة كتراث عالمي بالمدينة، من تأطير مختصين في التراث وذلك لفائدة تلاميذ المدارس الابتدائية والثانويات الإعدادية المشاركين في البرامج التربوية للمؤسسة.
وتشهد نسخة 2023 لهذه البرامج إضافة أنشطة جديدة و زيادة عدد التلاميذ المستفيدين والأساتذة المكونين.
وقد زار أكثر من 6000 تلميذ من المدارس الابتدائية والثانويات الاعدادية رفقة أساتذتهم مواقع التراث العالمي في الرباط ومنطقتها العازلة، بما في ذلك الأسوار والأبواب الموحدية وقصبة الأوداية والمدينة العتيقة وموقع شالة الأثري وحي الحبوس في ديور الجامع والمدينة الجديدة وحديقة التجارب النباتية ومسجد حسان والمدرسة المرينية.
كما تم تنظيم ورشة فنية لفائدة 120 تلميذا يمثلون 20 مدرسة ابتدائية بحديقة التجارب النباتية تحت إشراف مفتشين وأساتذة الفنون التشكيلية بالإضافة إلى طلبة ومؤطرين من المعهد الوطني للفنون الجميلة بتطوان.
وفي إطار تحسيس الناشئة بمختلف أنواع التراث الثقافي، استفاد 400 تلميذ وتلميذة من المدارس الابتدائية بالرباط من زيارات إلى معرض أسود الأطلس في الحديقة الوطنية للحيوانات بالرباط.
بخصوص مؤسسة المحافظة على التراث الثقافي لمدينة الرباط:
تم إنشاء مؤسسة المحافظة على التراث الثقافي لمدينة الرباط من طرف صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، من أجل المحافظة على التراث المادي واللامادي والعمراني للرباط. فقد تم إدراج المدينة سنة 2012 في قائمة اليونسكو للتراث العالمي تحت عنوان: “الرباط، عاصمة حديثة، مدينة تاريخية: تراث مشترك”.
بادرت صاحبة السمو الملكي الأميرة الجليلة للا حسناء، التي تترأس المؤسسة، إلى إرساء استراتيجية طموحة من أجل تحسيس ساكنة مدينة الرباط وزوارها، إذ لا يمكن المحافظة على تراث المدينة بشكل مستدام إلا عند إدراك ساكنتها قيمتها والارتباط بها.
تنجز المؤسسة برامج ترتكز على ثلاث محاور أساسية: التربية والتحسيس والعمل المشترك. وتراث مدينة الرباط رافعة قوية للإدماج والتماسك، ويعد محركًا حقيقيًا للتنمية الاجتماعية والاقتصادية والثقافية. لذلك تنجز المؤسسة أنشطة تحسيسية بصفة مستمرة لتمكين ساكنة المدينة من التعرف على تراثهم ، خاصة الناشئة والشباب ، من أجل تنمية الشعور بارتباطهم به و تقديره والمحافظة عليه.
وتتوجه برامج المؤسسة إلى جميع فئات المجتمع، وإلى المهنيين والمؤسسات والجهات الفاعلة المعنية وكذلك الشباب. في إطار برامجها التربوية التحسيسية، تنجز المؤسسة عدد تربوية ومنصات وسائطية للتراث الثقافي من خلال برنامج “رقمنة التراث”، وتنظم كذلك ورشات ولقاءات علمية و تدعوا من أجل ذلك العديد من الخبراء من مختلف القارات لتبادل وتقاسم الخبرات وتعزيز مهمة المحافظة على التراث الثقافي للمغرب.
ويجمع العمل المنجز بمقاربة تشاركية، بين الخبرات والموارد ، وبين الجهات الفاعلة المؤسساتية والعامة والخاصة بهدف التأكيد على ضرورة حماية التراث في المملكة.
الموقع الإلكتروني للمؤسسة : https://fspcrabat.ma/