صاحبة السمو الملكي الأميرة للا حسناء
إلتزام أميرة

في 14 فبراير 2020، اعتمد مجلس إدارة مؤسسة المحافظة على التراث الثقافي لمدينة الرباط، برئاسة صاحبة السمو الملكي الأميرة للا حسناء، خطة عمل غنية جدا، تقدم للجهات الفاعلة في مجال التراث الثقافي – المؤسساتية، والمجتمع المدني والخبراء – فرصا متعددة لتبادل الآراء وتبادل المعارف. وعلى الرغم من الظروف الخاصة المرتبطة بأزمة جائحة كوفيد – 19، ولا سيما تدابير الوقاية الصحية الإجبارية المتخذة لسلامة الجميع، فقد تميز هذا العام بتقدم كبير وإجراءات مهمة تتجلى، من خلالها، إرادة المؤسسة في المحافظة على التراث الثقافي، ليس في الماضي فحسب، ولكن في المستقبل أيضا.

أرسم تراث مدينتي.. انطلاق النسخة الرابعة من البرنامج في الرباط

في إطار النسخة الرابعة من برنامج “أرسم تراث مدينتي”، نظمت مؤسسة المحافظة على التراث الثقافي لمدينة الرباط، التي تترأسها صاحبة السمو الملكي الأميرة للا حسناء، يوم 20 مارس 2024 ورشة تكوينية بمركز التفتح الجهوي للتربية والتكوين،  لفائدة 40 أستاذا ومديرا من 20 مدرسة ابتدائية بالرباط، وذلك بشراكة مع وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولى والرياضة ووزارة الشباب والثقافة والتواصل واللجنة المغربية للمجلس العالمي للمعالم والمواقع (إيكوموس – المغرب)، وبمشاركة المعهد الوطني للفنون الجميلة بتطوان.

خلال هذا الموسم الدراسي2023-2024، اختار برنامج “أرسم تراث مدينتي” التركيز على محور تراث القرن العشرين لمدينة الرباط الذي سيرسم ليُخرج على شكل بطائق بريدية مرفقة برسائل يكتبها المتعلمون والمتعلمات. ويراعي هذا المحور التيمة التي اختارها المجلس العالمي للمعالم والمواقع للاحتفال باليوم العالمي للآثار والمواقع. من خلال هذه التجربة، سيكتشف متعلمو المدارس الابتدائية المشاركين في برنامج “أرسم تراث مدينتي- الرباط”، القيمة الجمالية والتاريخية للتراث الثقافي، مما سيعزز تمسكهم به. كما يشجعهم على المحافظة على هذه الجواهر المعمارية للأجيال القادمة. وحظي المدرسون والمدراء المشاركون في البرنامج بتكوين مؤطر من طرف المؤسسة وشركائها حول محور السنة وحول الإنجازات المنتظرة في نهاية الموسم الدراسي. وقد تم خلال الورشة التكوينية تسليط الضوء على أهمية توجيه البحوث التي سينجزها المتعلمات والمتعلمون إلى التراث الثقافي للقرن العشرين، بالإضافة إلى أهمية خلق رابطة عاطفية بين الفنانين الصغار وموضوع الرسم. حيث ينتظر أن يقوم المتعلمات والمتعلمون برسم لوحات حول المباني والمنشآت التي شيدت في بداية القرن العشرين والتي تمثل شهادة حية على تاريخ المدينة وثقافتها! يشهد تراث القرن العشرين في الرباط، على التطور المعماري للمدينة في فترة محورية من تاريخها. وتجسد هذه المباني، التي تشهد نموا حضريا وتحديثا بالرباط، هوية المدينة وذاكرتها الجماعية. بالنسبة للأطفال، توفر هذه الآثار نافذة رائعة على الماضي، تنقلهم إلى زمن دمجت فيه الأساليب المعمارية بين التقليد والحداثة، مما يسمح لهم بفهم تطور مدينتهم ومجتمعهم. ويدعو محور هذه السنة المتعلمات والمتعلمين للاكتشاف والتعبير عن رؤيتهم لتراث القرن العشرين للعاصمة من خلال رسمه على شكل بطاقات بريدية. كما سيسمح هذا النشاط الممتع والإبداعي لهذه الفئة باستكشاف السمات المعمارية الفريدة للرباط مع تطوير خيالهم وإحساسهم بالجماليات. وتشهد نسخة 2024-2023 من برنامج “أرسم تراث مدينتي” مشاركة 600 متعلمة ومتعلم من 20 مدرسة ابتدائية بالرباط. سيرسمون المعلمة التاريخية أو جزء منها، وسيكتبون رسالة مصاحبة لبطائقهم البريدية. يمكن توجيه هذه الرسالة إلى أحد أفراد العائلة أو إلى صديق أو إلى شخص غريب أو حتى إلى المهندس المعماري الذي صمم هذه القطعة التراثية. ومن خلال هذه الرسالة، سيشارك المتعلمون انطباعاتهم وعواطفهم وخيالهم اللامحدود حول الرباط ومعالمها الحديثة. وسيكون بمقدورهم أيضًا طرح الأسئلة والتعبير عن أحلامهم واستشرافهم لمستقبل المدينة. إن استكشاف هذه المآثر عبر تقنيات الرسم، يعزز لدى الناشئة ملكة الإبداع وقوة الملاحظة والتواصل البصري. بالإضافة إلى ذلك، ومن خلال فهم أهمية التراث لدى مجتمعهم، فإنهم يطورون شعورًا بالمسؤولية المدنية والوعي بأهمية المحافظة على تراثهم ونقلها للأجيال القادمة.


صور

فيديوهات

مقترحات