تؤثر التغيرات المناخية بشكل متزايد على التراث الثقافي، سواء كان مادياً أو غير مادي أو حتى تراثا طبيعيا. وتقع مواقعنا التاريخية أحياناً في شِرْكِ بعض العادات الحضرية وتطور الأنشطة البشرية التي تُضعف صمودها ومقاومتها للصدمات وتُعَرِّض بعض معالمها للخطر.
إن المواقع التاريخية مثال بارز على انسجام عمل الإنسان مع الطبيعة، في احترام لعبقرية الأماكن من خلال تصميمها واختيار موادها واحترام مسافات واتجاهات المباني… فيما يبرز أهمية الحفاظ عليها وحمايتها من التهديدات اليومية لتغير المناخ. لذلك، يسعى اجتماع الخبراء هذا لفتح باب النقاش بشأن تأثير التغيرات المناخية على المواقع التاريخية والمخاطر التي يمكن أن يسببها ذلك.
ويهدف اللقاء إلى إطلاق حوار حول ضرورة اتخاذ إجراءات مُتَّفَقٌ بشأنها لحماية التراث المنقول الموجود في المراكز الحضرية أو الأماكن الأكثر تعرضاً للتلوث والنشاط البشري. ويعكس قطاع التراث المنقول (الأثري أو المنزلي..) في آنٍ واحد هشاشةً وإمكانات كبيرة في إدارة آثار الاحترار المناخي في المناطق الحضرية، سواء من خلال التقنيات وأساليب البناء التقليدية (دروس في الاستدامة واحترام البيئة) أو الاستخدامات الجديدة للتراث المبني في المجال الثقافي.
وسيسلط هذا اللقاء الضوء على ثراء الإرث الثقافي في إنشاء المراكز التاريخية وعلى هشاشتها في مواجهة التحديات المناخية الجديدة والمخاطر التي يُولِّدها ذلك في حالة المحافظة عليها. كما سيفتح الاجتماع النقاش أيضا حول دراسات الحالات العينية لمواقع التراث الثقافي المهددة بالتغيرات المناخية، مع مقترحات لإيجاد حلول لهذه الوضعية، فضلا عن توجيهات وتوصيات جديدة تتعلق بتعزيز صمود التراث الحضري وامتصاصه للصدمات، والتخفيف من المخاطر ومناهج إدارة الممتلكات التراثية الأثرية.
وفي إطار مداخلاتهم، سيتقاسم الخبراء خبراتهم ووجهات نظرهم بخصوص الإدارة المستدامة للممتلكات الأثرية مع إبراز القيم الإيكولوجية التي تمثلها تقنيات البناء والصيانة التي تـأخذ بعين الاعتبار آثار التغيرات المناخية. ويندرج هذا اللقاء في إطار ورشات العمل التي تعقدها المؤسسة بهدف تبادل الخبرات والتحسيس وبناء القدرات لتعزيز وتوحيد الجهود الرامية إلى إدارة إيكولوجية مسؤولة وبيئية للممتلكات التراثية.