الرئيسية الرباط: تراث عالمي المنطقة العازلة ومدينة سلا
المنطقة العازلة ومدينة سلا
المنطقة العازلة، التي تغطي مساحة قدرها 852 هكتارا، تتألف أساسا من مناطق سكنية يعود تاريخها إلى القرن الماضي، مليئة بالآثار والمواقع التاريخية ذات القيمة التي لا يمكن إنكارها.
ويمتد الجزء الغربي والجنوبي الغربي، الذي شكلته المقاطعات السكنية المحيط، ماراسا، الليمون، حدائق أكدال، القبيبات، إلى كورنيش الرباط المطلة على المحيط الأطلسي. بالإضافة إلى العديد من المنازل المغربية التقليدية ومجمعات الفيلات الحديثة الرائعة، هذه المنطقة هي موطن للمواقع التاريخية الرئيسية.
وبين هذه المنازل، لا يزال جزء من القنوات المائية القديمة التي زودت مدينة الرباط بالمياه ظاهرا للعيان منذ العصور الوسطى. وتتصل بعض البقايا بقناة عين غبولة (التي يعود تاريخها إلى القرن الثاني عشر، وأعمال السلطان عبد المومن، مؤسس الدولة الموحدية)، والبعض الآخر بقناة عين عتيق (التي بنيت في القرن الثامن عشر على يد السلطان العلوي سيدي محمد بن عبد الله).
ومن الآثار الأخرى التي يعود تاريخها إلى القرن الثامن عشر، باب القبيبات وباب مراكش هي الأبواب الوحيدة السليمة من البوابات الأربعة الأولية التي اخترقت الأسوار العلوية. بنيت هذه الأسوار التي تبلغ 4300 متر في نهاية القرن الثامن عشر، تنطلق من المحيط، وتشمل جزأ من أكدال وتنتهي في أقصى الجنوب الشرقي من أسوار الموحدين.
في مواجهة المحيط يقف حصن هيرفي، المعروف أيضا باسم البرج الكبير أو فورت روتمبورغ. بني في أواخر القرن التاسع عشر، وكان مصمما لتعزيز الدفاع الساحلي. شكله مستطيل، مبني بالخرسانة والإسمنت كان متصلا بمستودعات تستخدم كثكنات للحامية ومستودع الذخيرة. وهي اليوم تحتضن المتحف الوطني للتصوير الفوتوغرافي. ويمكن للزوار أيضا اكتشاف بطاريته من المدافع الحديثة الموجهة نحو البحر.
يقع في حي أكدال ويطل على منطقة حديقة التجارب النباتية، وحديقة بلفيدير مثال رائع على “استصلاح المجالات الخضراء” العزيز على المخطط الحضري ومهندس المناظر الطبيعية جان كلود نيكولاس فورستيي.
ويتألف الجزء الشمالي الشرقي من المنطقة العازلة من أحياء سكنية حسان العلوي (بيتي جان سابقا). ومع ذلك، فإن سهل وادي بورقراق يشكل معظم مساحته. هذه الأراضي الرطبة المالحة يعبرها الوادي الذي يجول سهل الولجى الواسع قبل التدفق في المحيط. وادي بورقراق موقع ذو أهمية بيولوجية كبيرة، هو موطن للعديد من الطيور والبرمائيات والأسماك، بما في ذلك بعض الأنواع النادرة.
تعتبر مدينة سلا أهم مكونات ضاحية بورقراق، وتتقاسم تاريخاً مشتركاً مع شقيقتها التوأم على الضفة اليمنى، ومع التطور الكبير الذي شهدته حقبة الموحدين والمرينيين، التي تزود المدينة بتحف معمارية مثل مسجد الموحدي الكبير، ثالث أكبر مسجد في المغرب، الأسوار المرينية ومدخلها الشامخ باب المريسة أو برج الدموع، الذي بني في نفس الوقت، وصنف تراثا وطنيا منذ عام 1914.
مع وصول الموريسكيين الأندلسيين في القرنين السادس عشر و السابع عشر، أصبحت المدينة مركزا حيويا للقراصنة، وقد وصلت شهرة القراصنة السلاويين حتى انجلترا. وقد عرفت أيضا، لقرون، كملاذ للمثقفين ورجال الدين، كانت المدينة القديمة مركزا ثقافيا ودينيا راقيا ويمكنها التباهي بعدد كبير من النزهات الإسبانية-الموريسكية، الزوايا، الأضرحة والمكتبات.