صاحبة السمو الملكي الأميرة للا حسناء
إلتزام أميرة

في 14 فبراير 2020، اعتمد مجلس إدارة مؤسسة المحافظة على التراث الثقافي لمدينة الرباط، برئاسة صاحبة السمو الملكي الأميرة للا حسناء، خطة عمل غنية جدا، تقدم للجهات الفاعلة في مجال التراث الثقافي – المؤسساتية، والمجتمع المدني والخبراء – فرصا متعددة لتبادل الآراء وتبادل المعارف. وعلى الرغم من الظروف الخاصة المرتبطة بأزمة جائحة كوفيد – 19، ولا سيما تدابير الوقاية الصحية الإجبارية المتخذة لسلامة الجميع، فقد تميز هذا العام بتقدم كبير وإجراءات مهمة تتجلى، من خلالها، إرادة المؤسسة في المحافظة على التراث الثقافي، ليس في الماضي فحسب، ولكن في المستقبل أيضا.

التراث الحضري في إفريقيا: بين تحديات المحافظة ورهانات التنمية

حلقات العمل العلمية

التراث الحضري في إفريقيا: بين تحديات المحافظة ورهانات التنمية

التراث الحضري في إفريقيا: بين تحديات المحافظة ورهانات التنمية

نظمت مؤسسة المحافظة على التراث الثقافي لمدينة الرباط يوم الأربعاء 25 ماي 2022 ندوة بعنوان “التراث الحضري في إفريقيا: بين تحديات المحافظة ورهانات التنمية”، وذلك بشراكة مع كل من وزارة إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة ووزارة الشباب والثقافة والاتصال واليونسكو. وتندرج هذه التظاهرة في إطار الاحتفال ب “الرباط، عاصمة للثقافة الإفريقية” وبمرور “”10 سنوات على إدراج الرباط في قائمة التراث العالمي” وبمرور “50 سنة على اتفاقية 1972”.

وقد أشرف على افتتاح الندوة كل من السيدة وزيرة إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة والسيد وزير الشباب والثقافة والاتصال ومنظمة اليونسكو ممثلة بمدير مركز التراث العالمي، السيد لازاري إيلوندو أسومو.

شهدت فعاليات الندوة حضور متخصصين في التعمير ومهندسين معماريين وجامعيين وباحثين ومؤسساتيين وممثلي أصحاب المصلحة والأطراف المعنية. كما تم بث مجريات اللقاء مباشرة عبر الإنترنت، مما يظهر الاهتمام الكبير الذي يثيره هذا الموضوع الحاسم في جودة جهود المحافظة على التراث بشتى أشكاله التعبيرية.

أشرف على تنشيط هذه التظاهرة تسعة خبراء من مشارب وتخصصات مختلفة، وذلك من أجل إدخال مفهوم المحافظة على التراث الحضري، عبر الاعتراف به بداية، ثم عبر اتخاذ الإجراءات الضرورية لحمايته حسب السياقات والإشكاليات. حيث قدم المتدخلون حالات مواقع تراثية إفريقية مهمة (السنغال وتونس وكوت ديفوار وإريتريا وبنين وموريتانيا والمغرب…) تثبت أن الهندسة المعمارية، أيا كانت، هي حصيلة مقاربة معمارية. ويجب أن تقوم المحافظة على التراث المعماري على مقاربة حضرية، وتعد مدينة الرباط مثالا حيا على ذلك. هذا وقد توزعت الندوة على جلستين، تناولت أولهما حالة المراكز الحضرية العتيقة، بينما كانت الثانية مناسبة لتقديم شهادات حول التراث الحديث. وركزت المداخلات على دور اتفاقية 1972 في المحافظة على التراث القديم والحديث، بتعبيراته المعمارية والحضرية، وكذا المقاربة القائمة على المشهد الحضري التاريخي ودوره في التوفيق بين الطبقات التاريخية للمدن.

إن الرهان هو المحافظة على هوية المدن الإفريقية من أجل الأجيال القادمة، وصون شهادة مادية لواجهات تاريخها المتعددة وكذا القيم الثقافية التي تجسدها، مع تيسير الوصول إليها للجميع. وقد أضحت الاستراتيجية الحضرية الملائمة للثقافة عنصرا أساسيا لإحداث مدن مرنة ودامجة.

وكانت الندوة غنية بالممارسات الفضلى وتجارب المحافظة على التراث الحضري التي من شأنها أن تصير مصدر إلهام من أجل مقاربات دامجة وشاملة لتنمية المدن التاريخية الإفريقية، ووضع لبنات أدوات التخطيط والإدارة القائمة على الاستدامة والمسؤولية.

وتأتي هذه الندوة في إطار برنامج “ورشات المؤسسة” الرامي إلى حشد الأطراف المعنية بالتراث والحرص على تظافر الجهود بينها عبر إحداث منصات وطنية ودولية للتبادل بين الممارسين والباحثين والمؤسساتيين والمجتمع المدني.

وتأخذ فعاليات هذا البرنامج أشكال متنوعة (ورشات عمل، لقاءات، ندوات أو حتى موائد مستديرة)، وتسعى إلى تيسير نقل الخبرات والمعلومات والممارسات الفضلى، مع تعزيز الشبكات الموجودة وتشجيع مبادرات التعاون والشراكات في هذا المجال.

وتلبي هذه المنصات كلها رغبة المؤسسة في توفير شروط مثلى للحوار الفعلي والإصغاء، مما سيساهم في تقريب وجهات نظر مختلف الفاعلين والنهوض بالذكاء الجماعي.


الصور

فيديوهات

مقترحات