صاحبة السمو الملكي الأميرة للا حسناء
إلتزام أميرة

في 14 فبراير 2020، اعتمد مجلس إدارة مؤسسة المحافظة على التراث الثقافي لمدينة الرباط، برئاسة صاحبة السمو الملكي الأميرة للا حسناء، خطة عمل غنية جدا، تقدم للجهات الفاعلة في مجال التراث الثقافي – المؤسساتية، والمجتمع المدني والخبراء – فرصا متعددة لتبادل الآراء وتبادل المعارف. وعلى الرغم من الظروف الخاصة المرتبطة بأزمة جائحة كوفيد – 19، ولا سيما تدابير الوقاية الصحية الإجبارية المتخذة لسلامة الجميع، فقد تميز هذا العام بتقدم كبير وإجراءات مهمة تتجلى، من خلالها، إرادة المؤسسة في المحافظة على التراث الثقافي، ليس في الماضي فحسب، ولكن في المستقبل أيضا.

28 مارس 2023: مؤسسة المحافظة على التراث الثقافي لمدينة الرباط تطلق النسخة الثالثة من برنامجها التربوي “أرسم تراث مدينتي” حول محور “أحكي تراث مدينتي”

في إطار النسخة الثالثة من برنامج “أرسم تراث مدينتي”، نظمت مؤسسة المحافظة على التراث الثقافي لمدينة الرباط، التي تترأسها صاحبة السمو الملكي الأميرة الجليلة للا حسناء، يوم 28 مارس 2023 ورشة تكوينية بالأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين الرباط سلا القنيطرة، لفائدة 60 أستاذ وأستاذة من 20 مدرسة  ابتدائية بالرباط، وذلك بشراكة مع وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولى والرياضة واللجنة المغربية للمجلس العالمي للمعالم والمواقع (إيكوموس – المغرب)، وبمشاركة المعهد الوطني للفنون الجميلة بتطوان.

خلال هذا الموسم الدراسي، اختار برنامج “أرسم تراث مدينتي” التركيز على محور التراث الثقافي اللامادي في المدينة الذي سيرسم ويحكى من طرف المتعلمات والمتعلمون. ويراعي هذا المحور التيمة التي اختارها المجلس العالمي للمعالم والمواقع للاحتفال باليوم العالمي للآثار والمواقع، وذلك من أجل تحسيس الناشئة بالمهارات والمعارف التقليدية التي ينطوي عليها التراث الثقافي اللامادي والتي تعكس القيم المسؤولة للأجيال السابقة في مجال التوعية البيئية.

وحظي المدرسون والمدراء المشاركون في البرنامج بتكوين مؤطر من طرف المؤسسة وشركائها حول هذا المحور وحول الإنجازات المنتظرة هذه السنة. وقد تم خلال الورشة التكوينية تسليط الضوء على أهمية تتوجيه البحوث التي سينجزها المتعلمات والمتعلمون إلى التراث الثقافي اللامادي، بالإضافة إلى أهمية خلق رابطة عاطفية بين الفنانين الصغار وموضوع الرسم. حيث ينتظر أن يقوم المتعلمات والمتعلمون برسم لوحة عن موضوع تراثي يتم إرفاقها بقصة شخصية أو خيالية من إنجازهم، وذلك تحت إشراف وتأطير أساتذتهم.

كما كانت الورشة مناسبة لتحسيس المدرسين ومدراء المدارس بأهمية توعية وتحسيس هذه الناشئة بالتراث والمحافظة عليه عبر التربية الفنية من أجل تعزيز مكانة الثقافة في المسلسلات التربوية.

وقد كانت الورشة من تأطير المؤسسة وشركائها ومفتشي وأستاذة مادة الفنون التشكيلية وأستاذة المعهد الوطني للفنون الجميلة بتطوان.

وتشهد نسخة 2022-2023 من برنامج “أرسم تراث مدينتي” مشاركة 1200 متعلمة ومتعلم من 20 مدرسة ابتدائية بالرباط، حيث سيقومون بتحديد موضوع تراثي من اختيارهم ورسمه وإرفاقه بحكاية قصيرة حول الموضوع نفسه.

حول برنامج “أرسم تراث مدينتي”

بلغ برنامج المؤسسة التربوي “أرسم تراث مدينتي” دورته الثالثة هذه السنة. ويسعى البرنامج إلى التوعية والتحسيس بالتراث الثقافي لمدينة الرباط من خلال الإبداع الفني والتشكيلي، ويستهدف تلاميذ العاصمة، حيث أطلق في سياق الاحتفال باليوم العالمي للآثار والمواقع. هذا وتقوم المؤسسة بإنجاز هذا البرنامج بشراكة مع وزارة التربية الوطنية والتعليم الأول والرياضة واللجنة المغربية للمجلس العالمي للمعالم والمواقع (إيكوموس – المغرب). ويتم في البداية تحسيس الفنانين الصغار بأهمية التراث عبر انجاز بحوث داخل الفصول والقيام بزيارات ميدانية من تأطير محافظي المواقع والمعالم التاريخية. ثم يحظون بالتوجيه والتأطير من قبل مفتشي ومدرسي الفنون التشكيلية، وينظم سنويا حفل لتسليم الجوائز للمتفوقين ومعرض بالأعمال المنجزة في نهاية السنة الدراسية.

بخصوص مؤسسة المحافظة على التراث الثقافي لمدينة الرباط:

تم إنشاء مؤسسة المحافظة على التراث الثقافي لمدينة الرباط من طرف صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، من أجل المحافظة على التراث المادي واللامادي والعمراني للرباط. فقد تم إدراج المدينة سنة 2012 في قائمة اليونسكو للتراث العالمي تحت عنوان: “الرباط، عاصمة حديثة، مدينة تاريخية: تراث مشترك”.

بادرت صاحبة السمو الملكي الأميرة الجليلة للا حسناء، التي تترأس المؤسسة، إلى إرساء استراتيجية طموحة من أجل تحسيس ساكنة مدينة الرباط وزوارها، إذ لا يمكن المحافظة على تراث المدينة بشكل مستدام إلا عند إدراك ساكنتها قيمتها والارتباط بها.

تنجز المؤسسة برامج ترتكز على ثلاث محاور أساسية: التربية والتحسيس والعمل المشترك. وتراث مدينة الرباط رافعة قوية للإدماج والتماسك، ويعد محركًا حقيقيًا للتنمية الاجتماعية والاقتصادية والثقافية. لذلك تنجز المؤسسة أنشطة تحسيسية بصفة مستمرة لتمكين ساكنة المدينة من التعرف على تراثهم ، خاصة  الناشئة والشباب ، من أجل تنمية الشعور بارتباطهم به و تقديره والمحافظة عليه.

وتتوجه برامج المؤسسة إلى جميع فئات المجتمع، وإلى المهنيين والمؤسسات والجهات الفاعلة المعنية وكذلك الشباب. في إطار برامجها التربوية التحسيسية، تنجز المؤسسة عدد تربوية ومنصات وسائطية للتراث الثقافي من خلال برنامج “رقمنة التراث”، وتنظم كذلك ورشات ولقاءات علمية و تدعوا من أجل ذلك العديد من الخبراء من مختلف القارات لتبادل وتقاسم الخبرات وتعزيز مهمة المحافظة على التراث الثقافي للمغرب.

ويجمع العمل المنجز بمقاربة تشاركية، بين الخبرات والموارد ، وبين الجهات الفاعلة المؤسساتية والعامة والخاصة بهدف التأكيد على ضرورة حماية التراث في المملكة.

صور

فيديوهات

مقترحات