صاحبة السمو الملكي الأميرة للا حسناء
إلتزام أميرة

في 14 فبراير 2020، اعتمد مجلس إدارة مؤسسة المحافظة على التراث الثقافي لمدينة الرباط، برئاسة صاحبة السمو الملكي الأميرة للا حسناء، خطة عمل غنية جدا، تقدم للجهات الفاعلة في مجال التراث الثقافي – المؤسساتية، والمجتمع المدني والخبراء – فرصا متعددة لتبادل الآراء وتبادل المعارف. وعلى الرغم من الظروف الخاصة المرتبطة بأزمة جائحة كوفيد – 19، ولا سيما تدابير الوقاية الصحية الإجبارية المتخذة لسلامة الجميع، فقد تميز هذا العام بتقدم كبير وإجراءات مهمة تتجلى، من خلالها، إرادة المؤسسة في المحافظة على التراث الثقافي، ليس في الماضي فحسب، ولكن في المستقبل أيضا.

الرقمنة في خدمة المحافظة على التراث الثقافي وتثمينه

حلقات العمل العلمية

الرقمنة في خدمة المحافظة على التراث الثقافي وتثمينه

على ضوء الإمكانات المتعددة التي تتيحها الرقمنة فيما يتعلق بحماية التراث وتثمينه، أطلقت مؤسسة المحافظة على التراث الثقافي لمدينة الرباط لقاءًا علميًا في صيغة مختلطة، بالشراكة مع العديد من الفاعلين الوطنيين والدوليين، ولا سيما وزارة الثقافة والشباب والرياضة، وسفارة الولايات المتحدة الأمريكية في المغرب، والوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID)، ووكالة التنمية الرقمية (ADD)، وجامعة محمد السادس للفنون التطبيقية (UM6P) وجامعة محمد الخامس بالرباط (UM5). وقد جمع هذا اللقاء خبراء دوليين ووطنيين وكذلك فاعلين مرجعيين من مختلف التخصصات التراثية والرقمية. وتمحورت رؤية هذه الندوة في إقامة حوار شامل بين مشغلي هذه التقنيات الجديدة ومديري التراث الثقافي مع تحفيز التفكير المستقبلي في الإمكانات والتحديات الجديدة المعروضة.

خلصت النقاشات التي تلت تدخلات الخبراء للعديد من التوصيات:

– تحفيز الابتكار في التقنيات الجديدة والأدوات الرقمية، لدمج عملية المحافظة على التراث الثقافي الأثري والمبني والمتحفي

– اللجوء إلى استخدام الإمكانيات التي تتيحها الرقمنة، للوساطة الثقافية وتثمين التراث الثقافي، لإثراء برامج الزيارات إلى المعالم التاريخية والمواقع الأثرية والمتاحف

– تشجيع رقمنة التوثيق والمحافظة على عناصر التراث الوطني، بما في ذلك مظاهره اللامادية

– تبادل الخبرات والرقمنة بين مختلف الجهات الفاعلة المتدخلة في مجال التراث الثقافي الوطني

– تشجيع إنشاء مراكز ترجمة رقمية بالكامل

رقمنة فورت هيرفي (البرج الكبير): مثال لمشروع الهيكلة لتثمين تراث مدينة الرباط.

تتيح الرقمنة ثلاثية الأبعاد عالية الدقة للبرج الكبير، الذي كان يٌعرف سابقًا باسم حصن روتيمبورغ (Fort Rottemburg) أو برج هيرفي Fort) (Hervé ، المنجزة هذه السنة، إمكانيات لا حصر لها من حيث التغطية الإعلامية مثل إنتاج مواد إعلامية واقعية بشكل خاص أو تنظيم زيارات افتراضية. وتتيح الرقمنة أيضًا دراسة هذا الموقع التراثي بطريقة مختلفة (دراسات الهندسة العكسية، على سبيل المثال) أو توفير معلومات مفصلة للمحافظة على الموقع وترميمه. بفضل عمل أرشفة البيانات هذا، سيكون من الممكن إنجاز ترميم يعيد للمكان هويته الأصلية في حالة التدهور.

هذه الرقمنة الأولى هي مشروع هيكلي لتثمين تراث الرباط، بحيث يُنظر إليها على أنها المرحلة الأولى من مشروع ضخم له تطبيقات وفوائد متعددة. علاوة على اعتباره ملتقى طرق بين الأصالة والمعاصرة، الرقمنة هي أيضًا مشروع يثير اهتمامًا كبيرًا في ما يرتبط بتقدمه وآفاقه وآثاره على المحافظة على التراث واستدامته. وهو اهتمام يستدعي النقاش من خلال تبادل المعلومات حول الإجراءات المنفذة والفاعلين المنخرطين فيه بشكل مباشر.

الصور

فيديوهات

مقترحات