صاحبة السمو الملكي الأميرة للا حسناء
إلتزام أميرة

في 14 فبراير 2020، اعتمد مجلس إدارة مؤسسة المحافظة على التراث الثقافي لمدينة الرباط، برئاسة صاحبة السمو الملكي الأميرة للا حسناء، خطة عمل غنية جدا، تقدم للجهات الفاعلة في مجال التراث الثقافي – المؤسساتية، والمجتمع المدني والخبراء – فرصا متعددة لتبادل الآراء وتبادل المعارف. وعلى الرغم من الظروف الخاصة المرتبطة بأزمة جائحة كوفيد – 19، ولا سيما تدابير الوقاية الصحية الإجبارية المتخذة لسلامة الجميع، فقد تميز هذا العام بتقدم كبير وإجراءات مهمة تتجلى، من خلالها، إرادة المؤسسة في المحافظة على التراث الثقافي، ليس في الماضي فحسب، ولكن في المستقبل أيضا.

مؤسسة المحافظة على التراث الثقافي لمدينة الرباط تحتفي باختتام برامجها التربوية خلال الموسم الحالي

نظّمت مؤسسة المحافظة على التراث الثقافي لمدينة الرباط، التي ترأسها صاحبة السمو الملكي الأميرة الجليلة للا حسناء، حفلات ختامية لبرامجها التربوية “أكتشف تراث مدينتي” و”أرسم تراث مدينتي”، برسم الموسم الدراسي 2024-2025، بكل من الرباط ومكناس.
وقد شكّلت هذه المناسبات محطات احتفالية وتربوية مميزة، تم خلالها تقديم عروض فنية ومسرحية، وفقرات موسيقية من أداء المستفيدين من البرامج، إلى جانب عرض أشرطة مصورة توثق لمختلف مراحل تنزيل الأنشطة، وكبسولات من حلقات بودكاست أعدّها المتعلمون أنفسهم. بالإضافة إلى معارض فنية قدمت لوحات تشكيلية أبدعتها أنامل المتعلمين تعبيراً عن تفاعلهم مع تراثهم ومكوناته.

أكتشف تراث مدينتي.. مقاربة تعتمد على التربية الفنية والثقافية

للسنة الرابعة على التوالي، أتاح هذا البرنامج الرائد لأكثر من 5000 متعلم(ة) من الثانويات الإعدادية، ينتمون إلى 51 مؤسسة تعليمية بالرباط وسلا وتمارة، إضافة إلى 600 متعلم(ة) من مكناس ومولاي إدريس زرهون، فرصة اكتساب فهم معمق لتراثهم المحلي.
ويُنَجز هذا البرنامج بشراكة مع وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، ووزارة الشباب والثقافة والتواصل، ومنظمة اليونسكو، وبالتعاون مع دار الصانع، ووكالة المغرب العربي للأنباء، والمعهد العالي للإعلام والاتصال، والمدرسة الوطنية للهندسة المعمارية، والمعهد الوطني للبحث الزراعي، والمعهد الوطني للفنون الجميلة.

ركز البرنامج على تقوية قدرات الأطر التربوية، من خلال تحديث العدة التربوية بما يتلاءم مع الخصوصيات الثقافية لكل منطقة، انطلاقاً من مقاربات تربوية مبتكرة. كما شارك المتعلمون في زيارات ميدانية وورشات جماعية نظمتها المؤسسة مع شركائها، مما عزز لديهم مهارات الاكتشاف والتفكير النقدي والوعي بالقيم الكونية للتراث.
وتسعى هذه المقاربة إلى ترسيخ معارف مستدامة وتعزيز انخراط جماعي فعّال في المحافظة على التراث الثقافي، ضمن مقاربة شاملة تقوم على الاستدامة والمواطنة الواعية.


أرسم تراث مدينتي.. مقاربة متكاملة للتربية الفنية والثقافية

يُعتبَر هذا البرنامج مساحة إبداعية جمعت أكثر من 650 متعلم(ة)، من 20 مدرسة ابتدائية بالرباط، وما يزيد عن 450 مشاركاً من 15 مؤسسة تعليمية بمكناس، حول موضوع تثمين التراث الثقافي بجميع أشكاله، عبر تعبيرات فنية تجسد الرموز الثقافية المحلية.
وفي انسجام مع المشروع الوطني “الإعداديات الرائدة”، توسّع البرنامج هذه السنة ليشمل بعض الثانويات الإعدادية بالرباط وسلا وتمارة في إطار مرحلة تجريبية. ومن خلال شراكة مع مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة، استفاد أزيد من 200 متعلم(ة) من تجربة غنية لاستكشاف جماليات الصناعة التقليدية المغربية، خاصة فن الزليج، عبر مقاربة إبداعية وبيئية تشجع على استخدام المواد المعاد تدويرها وتعزز الوعي بقيم الاستدامة البيئية.


مجلة “رؤية”.. فضاء للتعبير والإبداع الشبابي

يعكس العدد الثالث من مجلة “رؤية.. إرث الأجداد بعيون الأحفاد” غنى الإنتاجات الفنية والثقافية للمتعلمين المشاركين في برنامج “أكتشف تراث مدينتي”. ومن خلال محتوى متنوع يجمع بين الصحافة والأدب والفن، تبرز المجلة أصوات هؤلاء الشباب وتعكس رؤيتهم للتراث.
ويتناول هذا العدد ملفاً مميزاً حول طقوس الزواج “العرس الرباطي”، مبرزاً أهمية الحفاظ على التراث غير المادي ونقله للأجيال القادمة، باعتباره جزءاً حياً من الذاكرة الجماعية للمدينة العتيقة بالرباط. كما يضم إصداراً خاصاً بمدينة مكناس، يحتفي بثقافتها المحلية من خلال بورتريهات لشخصيات وأماكن رمزية، أنجزها متعلمو المدينة ضمن أنشطة البرنامج.


مؤسسة المحافظة على التراث الثقافي لمدينة الرباط

أنشئت مؤسسة المحافظة على التراث الثقافي لمدينة الرباط من طرف صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، من أجل المحافظة على التراث المادي وغير المادي والطبيعي للرباط.
وقد تم إدراج المدينة سنة 2012 في قائمة اليونسكو للتراث العالمي تحت عنوان: “الرباط، عاصمة حديثة ومدينة تاريخية: تراث مشترك”.
وتنجز المؤسسة برامج ترتكز على ثلاثة محاور أساسية: التربية، التحسيس، وتوحيد جهود الفاعلين.
ويُعَد تراث مدينة الرباط رافعة قوية للإدماج والتماسك، ومحركاً حقيقياً للتنمية الاجتماعية والاقتصادية والثقافية.
وتستهدف برامج المؤسسة جميع فئات المجتمع، خصوصاً الناشئة والشباب، من أجل تعزيز ارتباطهم بالتراث وتقديره والمحافظة عليه.
وتقوم المؤسسة بإطلاق مبادرات رقمية مثل برنامج “رقمنة التراث”، وتنظم لقاءات علمية وورشات، وتدعو خبراء من مختلف القارات لتبادل الخبرات وتعزيز مهمة المحافظة على التراث الثقافي المغربي، في إطار مقاربة تشاركية تشمل كافة الفاعلين المؤسساتيين والعامّين والخواص.

صور

فيديوهات

مقترحات