نظمت مؤسسة المحافظة على التراث الثقافي لمدينة الرباط، التي ترأسها صاحبة السمو الملكي الأميرة الجليلة للا حسناء، بشراكة مع وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، ومركز آسيا والمحيط الهادئ للتربية من أجل التفاهم الدولي (APCEIU)، يومي 27 و28 ماي 2025، ورشتين تربويتين تطبيقيتين حول التربية على التراث العالمي كمدخل للتربية على قيم المواطنة العالمية.
وتهدف هذه الشراكة إلى تعزيز التربية على التراث في الوسط المدرسي، من خلال ربط المواقع الثقافية المصنفة تراثًا عالميًا لدى اليونسكو، مثل موقع وليلي الأثري، والمدينة العتيقة لمكناس، والمدينة الحديثة للرباط، بقيم كونية مثل التنوع، والحوار، والتضامن، والعدالة الاجتماعية.
ورشة لتقوية قدرات الأساتذة
خصص اليوم الأول لورشة تكوينية لفائدة الأساتذة، وشهد الحدث أنشطة نظرية وأخرى تطبيقية أطرها متخصصون في التراث، والتاريخ والتواصل والتربية والمواطنة العالمية… وقد تم اعتماد مقاربة تشاركية وتجريبية، تقوم على مراحل متكاملة من التقديم النظري، إلى النقاش الجماعي، ثم الإنتاج التربوي أو الإبداعي.
وساهمت هذه الورشة في تقييم مدى انسجام هذه التيمة مع انتظارات الفاعلين التربويين، كما فتحت المجال لتقاسم الرؤى والمقترحات العملية بخصوص المشروع، قدمها أزيد من 40 أستاذا تمت دعوتهم للمشاركة في الورشة التي نظمت بالمركز الجهوي للتفتح الفني والأدبي بالرباط.
ورشة لتقوية قدرات المتعلمات والمتعلمين
في اليوم الثاني، استُضيف متعلمو الثانويات الإعدادية الذين شاركوا في ورشات تطبيقية تفاعلية، بباب الأوداية. ركزت على أنشطة محورية. تمثلت أولا في إنتاج خطاب يعبّر عن التزام الشباب بقضايا التراث والمواطنة العالمية. فيما تمثل النشاط الثاني في تصميم ملصق تحسيسي، اشتغلت خلاله مجموعة من المتعلمين على إنتاج ملصقات توعوية تتضمن شعارات ورسائل هادفة موجهة إلى زملائهم، حول قيم مثل العيش المشترك والتنوع الثقافي. وفي النشاط الثالث، قدّم التلاميذ مشاهد مسرحية قصيرة تُجسد مواقف وسيناريوهات تعكس وعيهم بدورهم كمواطنين عالميين، وتسائل مسؤوليتهم تجاه التراث والتنمية المستدامة. وقد ساهمت هذه الأنشطة في تحفيز التلاميذ على التفكير النقدي والعمل الجماعي والإبداع، كما مكنتهم من التعبير عن تصوراتهم لدور الشباب في حماية التراث وبناء مستقبل مشترك.
ويندرج هذا اللقاء في إطار المقاربة التربوية التي تعتمدها مؤسسة المحافظة على التراث الثقافي لمدينة الرباط، من أجل ترسيخ التربية على التراث في نفوس الناشئة والأطر التربوية ومنها قيم المواطنة العالمية، من خلال أدوات بيداغوجية مبتكرة وتجارب ميدانية هادفة.